تحليل الفجوة بين الإستراتيجية وأدوات مراقبة التسيير التقليدية.

           لعب المحيط دورا أساسيا في تحديد أساليب وأدوات مراقبة التسيير داخل المؤسسات فلقد عملت الأدوات التقليدية (التحليل المالي، التقارير، تسيير الموازنات التقديرية، التكاليف المعيارية.....) بنجاح وساعدت هذه الأدوات إدارة المؤسسات على تحديد الهداف، الموارد والأداء المستهدف وعملت على إيجاد الإجراءات التصحيحية واستعان المسيرون في تقييم أداء المؤسسة بعدة مؤشرات طغي عليها الطابع المالي والمدى القصير.

           وعندما أصبحت البنية أكثر تعقيدا لم تعد هذه الطرق كافية للتحكم وتحسين الأداء ولم تصبح ملائمة مع النظرة طويلة الجل للتسيير مما خلق فجوة بينها وبين إستراتيجية المؤسسة.

مواطن الفجوة بين الإستراتيجية ونظام الموازنات التقديرية.

           إنه وفي معظم المؤسسات الموازنة ترتبط بعلاقة ضعيفة بإستراتيجية المؤسسة وعلى ذلك فإن اهتمامات الإدارة توجه نحو التفصيلات العملية خلال الأجل القصير وليس اتجاه الإستراتيجية التي تطبق على الأجل الطويل.

           فهذه الفجوة تظهر نظرا لما تتميز به الموازنات من خصائص تجعلها غير ملائمة مع الإستراتيجية وفيما يلي سنعرض مواطن التعارض بين النظام والتخطيط الإستراتيجي.

1-الاعتبار الكمي لنظام الموازنات التقديرية :

           إن التركيز على الهداف المالية للمدى القصير والتقييم على أساس محاسبي جعل المسيرين قلقين على احترام موازناتهم متناسين بذلك الأولويات الإستراتيجية ومحددات خلق القيمة في المدى الطويل.

           كما يمكن أن يصبح إعداد الموازنات لعبة الرابح فيها المسير الذي يستطيع التلاعب في النظام من خلال تحديد الأهداف سهلة البلوغ. أن إعداد الموازنات يقوم على اعتبارات كمية ويهمل الاعتبارات النوعية التي من أهم خصائص التفكير الإستراتيجي.

           كما نلاحظ تركيزها على تخفيض التكلفة وليس خلق القيمة الذي تهدف إليه إستراتيجية المؤسسة.

2-مبدأ الفصل بين الوظائف لنظام الموازنات :

           تقوى عملية إعداد الموازنات مبدأ الفصل بين الوظائف إذ أن الإعداد يتم على مستوى مراكز المسؤوليات([1]) وبالتالي يتم إلحاقها بنسبة قائمة على أساس وظيفي في حين أن التحسين يتطلب مقارنة على أساس أفقي وتحليل على أساس العمليات وهذا ما يبين في الشكل التالي :

     

3-فرضية ثبات النشاط وانعدام المرونة :

           لقد فشل نظام الموازنات التقديرية على إدماج الإستراتيجية نظرا لكون المحيط غير أكيد وتزداد أخطاره ويسبب التعقيدات التي تحيط بالمنظمات مما أدى إلى غياب الربط بين الإستراتيجيات وأعمال العمال([2]).

           ولقد وجد أن معظم المؤسسات تعاني بصورة كبيرة من عدم المرونة التي تتسم بها عملية الموازنة ولقد أوضحت إحدى الدراسات ما يلي([3]) :

-     20% من المؤسسات تستغرق أكثر من ستة عشر أسبوعا لإعداد الموازنة كما أن العديد من الموازنات الفرعية قد لا تكون اكتملت مع بدء السنة المالية.

-     78% من المؤسسات لا تغير موازناتها خلال الدورة المالية برغم تغير الظروف التي كانت سائدة وقت إعدادها.

-     60% من المؤسسات لا تربط بين الإستراتيجية والموازنة.

-     92% من المؤسسات لا تقوم بالتقرير عن المؤشرات القائدة فالموازنة تستند إلى تقديرات تتعلق بالمستقبل غير يقين([4]) وفي الظروف الحالية عادة ما يتم رفضها لأن غالبية المخططات والموازنات لا يتم احترامها. 

4- المدى القصير وتعارضه مع المدى الطويل للإستراتيجية :

           يرى Kaplan & Northon أن «الموازنة تعمل كنظام للتخطيط والرقابة»([5]) فهي تحدد الموارد كما تحدد الأداء المستهدف خلال السنة التالية وخلال تلك السنة يفحصون الأداء الفعلي في ضوءها هو مخطط الموازنة ويحددون الفروق والإجراءات التصحيحية.

           فيلاحظ أن التخطيط الإستراتيجي القائم على تحديد الرسالة والمركز السوقي ثم وضع الأهداف لأربع أو خمس سنوات مستقبلا، دراسة السوق، العملاء، المنافس..... يتعارض مع مبدأ السنوية الذي تبنى على أساسه الموازنة وهذا لا يوجد ربط مباشر بين الإستراتيجية والموازنة.

           حيث نلاحظ من الشكل أن إعداد الموازنة يعتمد على تحقيقات وتقديرات السنة الماضية ولا يسمح هذا بتحسين الأداء ويساهم في تطور منطق متابعة الموجود والحفاظ على الماضي، كما أن القصور الحاضر في السنة الماضية يتم نقله في موازنة العام.

مواطن الفجوة بين نظام التكاليف التقليدي والإستراتيجية

           إن الأنظمة التقليدية صممت من أجل مسايرة الظروف التي وجدت من أجلها والتي تركزت على مشكلة تخصيص التكاليف على ضوء انخفاض التكنولوجيا وارتفاع كلفة المعلومات وفي السنوات الأخيرة وتزايدت المشاكل الناتجة عن الأنظمة كالتالي([6]) :

1-     إن الأنظمة التقليدية أصبحت عاجزة عن رقابة العمليات وقياس كلفة الإنتاج بدقة للأسباب التالية :

أ‌-          تجميع الانحرافات بشكل إجمالي.

ب‌-     التركيز على النتائج المالية الإجمالية وليس على الأنشطة الفعلية التي تسبب هذه النتائج.

2-     تعتمد الأنظمة التقليدية على بعض المقاييس المرتبطة بالحجم (مثل ساعات العمل).

3-     إن من أهم الأولويات التي ركزت عليها الإدارة في الآونة الأخيرة هي عملية التكاليف ولكن عملية التخفيض هذه لن تكون محاولة فاعلة إذا لم تدرك الشركات أساس لفهمها كما ينبغي.

1-حدود طريقة التكاليف الإجمالية :

والانتقادات الموجهة لهذه الطريقة والتي تعتبر عيوبا لها جعلت منها في ظل ظروف التغير البيئي وغير مكيفة مع التفكير الإستراتيجي الذي يلائم أكثر هذه الظروف وهي([7]) :

1-      فشل هذه النظرية في تزويد الإدارة بالمعلومات اللازمة في اتخاذ القرارات ورسم السياسات والتخطيط للمستقبل.

2-      صعوبة تسعير المنتجات وخاصة في الأجل القصير حيث أن معظم عناصر التكاليف غير المباشرة تعتبر ثابتة وبذلك فإن نصيب الوحدة المنتجة من التكاليف الثابتة تتغير بتغير حجم الإنتاج فهي تقل بزيادة حجم الإنتاج وتزداد بنقصان حجم الإنتاج.

3-      تؤدي إلى تحميل تكاليف طاقة غير مستغلة في الإنتاج والمبيعات في حين أن هذه التكاليف تعتبر خسارة ولا تعتبر تكلفة.

4-      تؤدي إلى نقل جزء من التكاليف الثابتة مع المخزون إلى الفترة التالية علما أن التكاليف الثابتة هي تكاليف فترة (زمنية) وهذا يخالف فرض استغلال الفترات المالية.

2-حدود طريقة التكاليف المتغيرة :

           يسمى هذا المدخل بهذا الاسم لأنه يحمل وحدات الإنتاج بكافة تكاليف التصنيع المتغيرة فقط، كما يحمل الجزء المباع من هذا الإنتاج (الوحدات المباعة) بكافة تكاليف البيع المتغيرة فقط.

           وعلى الرغم من المزايا التي تنتج عن استخدام نظرية التكاليف المتغيرة وإمكانية استعمالها في القرارات الإدارية فإن هذه النظرية لكشفها بعض العيوب أهمها([8]) :

1-      صعوبة الفصل بين التكاليف المتغيرة والثابتة حلت محل صعوبة تخصيص التكاليف الثابتة المشتركة لأوجه النشاط المختلفة، وترجع صعوبة الفصل بين التكاليف المتغيرة والثابتة إلى كون الكثير من عناصر التكاليف شبه متغيرة أو شبه ثابتة.

2-      يقول معارضا نظرية التكلفة المتغيرة أن سعر البيع يجب أن يحدد على أساس التكلفة الكلية حتى يضمن تغطية كل التكاليف متغيرة وثابتة وأن سعر البيع إذا حدد على أساس التكلفة المتغيرة لوحدها فقد لا يكون كافيا لاسترداد التكاليف الثابتة وتحقيق صافي الربح.

3-      يعترض بعض المحاسبين على استخدام نظرية التكاليف المتغيرة لأغراض القوائم المالية المنشورة ويفضلون استخدام التكاليف الكلية لذلك وذلك أن تكلفة الوحدات المنتجة والمباعة المتغيرة فقط لا تعبر عن التكلفة الحقيقية لإنتاج وبيع السلعة ومن ثم فإن نتيجة الأعمال كما تعبر عنها حسابات التشغيل والمتاجرة والأرباح والخسائر لا تمثل الحقيقة والواقع. 

3-انتقادات طريقة التكاليف المعيارية :

           رغم أن نظام التكاليف المعيارية قد اعتبر لفترة أطول أحسن طريقة من طرف محاسبة التكاليف إلا أنه أيضا لا يخلو من انتقادات وهي كالتالي([9]) :

1-      لا يصلح تطبيق نظام التكاليف المعيارية عند إتباع نظام الأوامر الإنتاجية لعدم نمطية الإنتاج.

2-      أن نظام التكاليف المعيارية لا يمكن تطبيقه في الأنشطة التي يصعب فيها اختيار وحدة التكلفة على سبيل المثال إدارة الإعلان.

3-      تعطي التكاليف المعيارية جزء من سياسات التخطيط والرقابة في الوحدات الاقتصادية وبالتالي عدم خضوع كل عمليات المؤسسة لهذا النظام.

4-      يتطلب استخدام نظام التكاليف المعيارية مراعاة شعور الأفراد بالرضا عن هذه المعايير وهذا يمثل قيدا عند التطبيق بسبب اختلاف حاجات العاملين وتنوعها وتجددها.

5-      قد يترتب على استخدام وتطبيق نظام التكاليف المعيارية وفي ظل ظروف معينة مثل التحول نحو النظم الإلكترونية إلى تغطية انحرافات سالبة.

6-      تجاهل التكاليف المعيارية في ظل الدقة المتناهية إلى تباين عنصر الخبرة بين العاملين وكذلك جودة المواد الخام البديلة.

7-      إذا لم تراع الدقة المتناهية في وضع المعيار وتحليل الفروق ومسببات الانحرافات فإن القرارات المصححة قد تؤدي إلى نتائج مضللة وعكسية ([10]).

الفجوة بين المؤشرات المالية والإستراتيجية

           إن الأداء يبحث عن مدى خلق القيمة بالمؤسسة، هذه القيمة التي لم تعد حكرا على المساهمين وإنما أصبح الاستفادة منها يعود كذلك للعمال نظير مجهوداتهم، للموردين مقابل توريداتهم، للمسيرين لقاء تنظيمهم وللزبائن مقابل اقتنائهم لمنتجات المؤسسة ووفق لذلك فإن الأداء يجب أن يحقق نوعين من الأهداف : أهداف ترتبط بتعظيم القيمة المالية للمؤسسة وأهداف تتعلق بإرضاء الأطراف المتعاملة معها([11]).

           والمؤشرات أصبحت لا تكفي للحكم ووجهت لها انتقادات في عدة نقاط سنتعرض لها بالتفصيل نقطة بنقطة في النقاط التالية :

1-إشكالية المدى القصير للمؤشرات المالية :

           من بين الانتقادات الأكثر بروزا حول مؤشرات الأداء المالية وهي أنها تعطي نظرة قصيرة الأجل للأداء.

إذا أخذنا بعين الاعتبار كل القرارات المتخذة خلال السنة الجارية ن فإن المؤشر المالي المقاس في نهاية السنة ن فيكشف بعض آثار هذه القرارات ويهمل الآثار المترتبة عن تلك القرارات على المدى الطويل وبالتالي النظرة حول الأداء ستكون خاطئة([12]).

           تتعلق المؤشرات المالية بالمدى القصير وتشجع على الاستثمار في النتائج المباشرة وتعرقل الاستثمار في المشاريع التي تخلق القيمة في المدى الطويل خاصة في الأصول المعنوية والفكرية التي تغذي النمو المستقبلي على أساس أن ذلك سيؤدي إلى التراجع هذه المؤشرات في المدى القصير والتي على أساسها يتم التقييم.

2-التنبيه الآجل (المتأخر) :

           كانتقاد ثاني لمؤشرات المالية هو أن الفترة بين القرارات التسييرية وترجمتها إلى مؤشرات مالية غير مهمة.

قرار التكوين لا يترجم إلى زيادة الهامش بصفة سريعة وهذا ما يؤدي إلى إعاقة في التسيير.

           ولا يتم التعرف على أثر القرار المتخذ إلا بعد فوات الأوان فمؤشرات الأداء تتعلق بالماضي حيث غالبا ما تعلن عن مشاكل قديمة وتترجمها بتراجع في الأداء المالي ولا تسمح بتوقع المستقبل([13]).  

3-المؤشرات المالية معطيات مجردة :

            كما رأينا سابقا فإن مراقبة التسيير تقوم على ثنائية والسبب أي أنها تهدف إلى حساب النتائج من أجل استخدامها في التشخيص أي حساب النتيجة وتحليلها ومعرفة السبب المؤدي لها واتخاذ القرارات الصائبة.

           غير أن المؤشرات المالية قد تبين وجود تحسين أو تراجع (النتيجة) لكنها لا تعني شيئا ملموسا ولا توضح الطريق الذي يجب إتباعه مثال : انخفاض المبيعات يمكن أن يكون نتيجة لضعف سياسة الاتصال وانخفاض المبيعات إلى الخارج مقارنة بما هو متوقع([14]).



([1])  مركز المسؤولية في المؤسسة قد تكون عبارة عن فرع أو إدارة أو مصنع أو ورشة أو قسم.

([2]) Le rollingforecast, elaboration bugetaire, revue banque, mars 2006, n°678, p 01.

([3]) طارق عبد العال حماد، الموازنات التقديرية نظرة متكاملة، مرجع سابق، ص 281.

([4]) N. Berland, Les rôles de contrôle budgétaire, un modèle d’interprétation, revue française de gestion 2001, Septembre, p 114.   

([5]) Kaplan R.S and Northon D.P, the strategy focused organization, Harvard Business School Press, Boston, 2001, p 273.

([6]) تم الاعتماد على :

  إسماعيل يحي التكرتي، محاسبة التكاليف المتقدمة (قضايا معاصرة)، مرجع سابق، ص 156.

Yves de Range et Karine Cerrada, contrôle de gestion, synthèse de cours, Pearson éducation, France, 2005, p 37.

([7]) محمد سامي راضي، مبادئ محاسبة التكاليف، الدار الجامعية، الإسكندرية، 2003، ص 269.

([8]) خليل عواد أو حشيش، محاسبة التكاليف قياس وتحليل، دار وائل للنشر والتوزيع، الأردن، عمان، ط1، 2005، ص 345.  

([9]) قورين الحاج قويدر، نظام مراقبة التسيير في المؤسسات الاقتصادية ودوره في تحسين الأداء، مرجع سابق، ص   

([10]) نعيم إبراهيم الظاهر، أساسيات إدارة الأعمال، عالم الكتب الحديثة، الأردن، الطبعة الأولى، 2010، ص315.  

([11]) هواري سويسي، دراسة تحليلية لمؤشرات قياس أداء المؤسسات من منظور خلق القيمة، مجلة الباحث، العدد07، 2010، ص 01.

([12]) Françoise Girand et autre, contrôle de gestion et pilotage de performance, op.cit, p 83.

([13] ) Françoise Girand et autre, contrôle de gestion et pilotage de performance, op.cit, p 55.

([14]) خالص حسن يوسف الناصر، التكامل بين مقاييس الأداء المالي وغير المالي في تحقيق الرقابة على العمليات التشغيلية، مجلة تنمية الرافدين، جامعة الموصل، العراق، العدد 99، مجلد 32، 2010، ص ص 06-07.

دراسة تأثير إستراتيجية المؤسسة على مراقبة التسيير :

           انطلاقا من النمط الكلاسيكي لميل وسناو (Miles & Snow) الذي فرق بين 4 سلوكات إستراتيجية بدلالة البيئة، المنتج/السوق، فرق سيمون Simon بين 4 أنظمة مراقبة التسيير خاصة بكل سلوك إستراتيجي.

النمط الكلاسيكي لميل وسناو (Miles & Snow) :

فرقا بين 4 سلوكات إستراتيجية :

·     المدافعين (defenders) : هذه المؤسسات تختص في الميادين المستقرة ومعينة ومقسمة إلى منتوجات ناضجة، المنافسة عن طريق التكاليف والجودة لا يوجد تقدم واضح للمنتوجات والأسواق الجديدة.

·     المبدعين والمنقبين (prospectors) : هذه المؤسسات تتبع إستراتيجيات تجديد المنتوجات (l’nnovation) هدفها هو عرض منتوجات جديدة قبل الآخرين.

·     المحللين (analyzers) : تتبع إستراتيجية خلاسية (هجينة) معناه الدفاع من أجل الدفاع عن منتوجات محددة (ميادين مستقرة).

·     المستجيبين (Reactors) : إتباع إستراتيجيات غير متجانسة مع البيئة ومحدودة في المستقبل.

وتحليل سيمون (Simon) يبين أن أنظمة مراقبة التسيير ( الموازنات، التكاليف، مؤشرات الأداء) تتأثر بطبيعة الخيارات الإستراتيجية المتبعة.

الجدول رقم (02-01) : تحليل سايمون انطلاقا من نمط Miles & Snow :

نمط الإستراتيجيات التنافسية

الخصائص الهيكلية

خصائص أنظمة مراقبة التسيير

 

دفاعية

-     التنظيم الوظائفي([1]).

-     مركزية القرارات.

-     الإجراءات الجمعية رسمية.

- رقابة مركزية، رسمية، مفصلة.

- أهداف التكاليف والموازنات محددة.

- رقابة الفاعلية دقيقة (contrôle d’efficience précis) عن طريق تحليل الانحرفات.

- لا تغيرات كبيرة في نظام المعلومات.

 

 

المبدعين والمبتكرين

التنظيم البسيط([2]) إستاتيكي

لا مركزية القرارت.

- أنظمة التخطيط والرقابة لتحقيق الفعالية على حساب الكفاءة.

- استعمال النظام التنبؤي.

- التقييم على كل المستويات.

- المكافآت ترتكز على أساس النتائج.

 

 

المحللين

مؤسسة مزدوجة التنظيم([3]).

هيكل ميكانيكي للميادين المستقرة.

هيكل عضوي للميادين الجديدة.

-     نظام مراقبة تسيير مزدوج (الفعالية والفاعلية)

(Efficacité & Efficience).

نفاثين

  عدم التجانس بين الإستراتيجية والتكنولوجيا.

-      دور مراقبة التسيير ينخفض إلى مجرد تسجيل محاسبي.

Source : Frédéric Gautier, Anne Pezet, contrôle de gestion, op.cit, p 88.

تأثير إستراتيجية المنتوج على نظام مراقبة التسيير :

كل منتوج يمر على أربعة مراحل في دورة حياته والسلوكات الإستراتيجية تتغير بتنقل المنتوج من مرحلة إلى أخرى.

استعمال أنظمة التسيير يختلف باختلاف السلوكات الإستراتيجية المتبعة خلال كل مرحلة حياة المنتج.

     الجدول رقم (02-02) : دورة حياة المنتج، الإستراتيجيات، مراقبة التسيير.

مراحل دورة حياة المنتج

الخصائص الإستراتيجيات

خصائص مراقبة التسيير

 

التقدم

الإستراتيجية ترتكز على البحث والتطوير، إستراتيجية الاستثمار.

رقابة ترتكز على تحديد الفرص وتقييمها.

رقابة على المردودية التقديرية للاستثمارات.

 

النمو

إستراتيجية تنوع المنتج

- رقابة على حصة السوق والأداء.

-     تقييم عوائد الاستثمارات بالتتابع وقياس الحاجات.

 

النضج

إستراتيجية المحافظة على التدفقات وتوليدها تنظيم وعقلنة خطوط المنتجات.

رقابة موجهة لقياس الكفاية ومتابعة التدفقات النقدية.

استخدام المعايير وتحليل الانحرافات.

حساب عوائد المنتجات.

التدهور

تسيير المستحقات

الرقابة على التدفقات النقدية.

تحليل عوائد المستحقات.

 



([1]) تنتقل المؤسسات كلما ازداد عدد العاملين بها من البسيط إلى الوظائفي.  

([2]) يتصف بمركزية القرارات والقواعد البيروقراطية.  

([3]) لا مركزية اتخاذ القرارات ومرونة الإجراءات.


           باختلاف النظريات الكلاسيكية التي أسست معيار واحد (المعيار الأمثل "le bon" "One Best way " فإن منظري نظرية النظم (La théorie de contingence) 1980 يرون أن المؤسسة تخضع لمجموعة من العوامل أو العناصر التي تدخل في تصميم أنظمة مراقبة التسيير([1]).

           فالفكرة الأساسية لهذه النظرية أنه لا يوجد نظام واحد لمراقبة التسيير بفضل هذه الإشكالية لا يمكن اعتبار نظام مراقبة التسيير كأداة ثابتة (معيار) لكل المؤسسات.

   وتصميم نظام مراقبة التسيير واستعماله يختلف باختلاف خصائص المؤسسة «مراقبة التسيير يجب أن تتكيف مع حاجات المؤسسة ولا يجب أن تطبق بنفس الطريقة (plaqué) في جميع المؤسسات»([2]).  تخضع مراقبة التسيير للتأثير مجموعة العوامل هي كالتالي :

-        طبيعة النشاط.

-        نموذج الإدارة.

-        وضوح الأهداف.

-        ثقافة المؤسسة.

-        البيئة وطبيعة المنافسة الخارجية.

دراسة العوامل الخارجية المؤثرة في تصميم أنظمة مراقبة التسيير : 

           الدراسة المرجعية التي تتعلق بالمحيط الخارجي كانت لبيرنز وستوكر ((Burns & Stalker حول عشرين مؤسسة صناعية في بداية سنوات الستينات العالمان قاما بتميز وذكر خصائص محيط هذه المؤسسات واعتبر أن المحيط يتميز بمعدل التغيير لنوعين من المعطيات :

-        التكنولوجيا العلمية.

-        سوق المنتج.

          وميزا بين نوعين من البيئة :

-        بيئة مستقرة : تتميز بدرجة قليلة من التغير.

-        بيئة نشيطة (دائمة التغير).

            وعلى هذا الأساس يوجد نوعين من أنظمة مراقبة التسيير([3]) :

·     رقابة ميكانيكية (آلية) :

           وهي ملائمة للمنشآت التي في بيئة مستقرة وهي مؤسسات متخصصة في نوع محدد من النشاطات والقائمة على نظام التسلسل ويتصف هيكلها التنظيمي بمركزية اتخاذ القرارات والقواعد والإجراءات البيروقراطية واللجوء بكثافة إلى إعداد وعرض جهد محدود للإجابة على الحالات الطارئة والجديدة([4])

مراقبة التسيير دقيقة، موجزة وواضحة : برامج العمل والموازنات تلعب دورا أوليا وجوهريا، وضع معايير ومراقبة تنفيذها ثم حساب الانحرافات فهي على ذلك (رقابة الفاعلية) Contrôle d’efficience.

·     رقابة عضوية :

           وهي ملائمة للمؤسسات التي تعمل ببيئة دائمة التغير. الهياكل التنظيمية لهذه المؤسسات تؤكد على لامركزية القرارات ومرونة الإجراءات وتكيفها والمسؤوليات الواسعة والتأكيد على الخبرة أكثر من الموقع في الهيكل التنظيمي([5]) في هذه الحالة دور مراقبة التسيير هو نقل المعلومات وضبط الأهداف بدلالة التطورات التي تحدث في المحيط (رقابة الفعالية) (Contrôle d’efficience).




([1]) Frédéric Gautier, Anne Pezet, contrôle de gestion, DARIOUS, France, 2006, p 83. 

([2]) Clande Alazard Sabine Séppari, contrôle de gestion manuel et application, op.cit, p 35.

)[3]( Frédéric Gautier, Anne Pezet, contrôle de gestion, op.cit, p 84.

([4]) Ahmed koudri, Economie d’entreprise, ENAG édition, Alger, 1999, pp 56-57-85.

([5]) Robert Teller, le contrôle de gestion pour un pilotage intégrante stratégie et finance, Edition Management et Sociétés, paris, 1999        p 32.   


اهم المواضيع المستهدفة

المواضيع

اللقاءات

المحاضرات

 

 

 

الاطار العام

1

 

ظهور الاستراتجية

ظهور مراقبة التسيير

 

 

 

المفاهيم الاساسية

2

 

 

ماهيةالاستراتيجية

ماهية مراقبة التسيير

الاستراتجية الهيكل و مراقبة التسيير العلاقة و الارتباطات

 

 

 

مراقبة التسيير ضمن سيرورة  الادارة  الاستراتيجية

2

 

مراقبة التسيير و التحليل الاستراتيجي

دور مراقبة التسيير في تنفيذ الاستراتجية

 

 

 

حدود مراقبة التسيير ضمن سيرورة الادارة الاستراتيجية

3

 

حدود الموازنات التقديرية

حدود المحاسبة التقليدية

حدود المؤشرات المالية

 

 

التوجهات الحديثة لمراقبة التسيير من منظورها الاستراتيجي

4

 

الاتجاه الحديث للربط بين الموازنة و الاستراتجية عن طريق لوحة الاقيادة الاستراتيجية

التحليل الاستراتجي للتكاليف