مفهوم الإستراتيجية :

            استخدم لفظ الإستراتيجية La Stratégie من عدة قرون في الميدان العسكري وهي كلمة مستمدة من العمليات العسكرية وهي مشتقة من الكلمة اليونانية (Strategos) وتعني : فن قيادة وتوجيه الجيوش كما تعني تكوين التشكيلات وتوزيع الموارد الحربية بصورة معينة([1]). ولا يختلف إذا انتقلت إلى مشروعات الأعمال فالعدو في هذا المجال هم المنافسون وفي هذا الصدد سنحاول إظهار بعض المفاهيم الحديثة للإستراتيجية في بداية الستينات من القرن الماضي عرف (Chandler 1962) الإستراتيجية بأنها : « تحديد الأهداف الأساسية طويلة الأمد للمنظمة واختيار طرق التصرف وتخصيص الموارد الضرورية لتحقيق تلك الأهداف »([2]).

            أما الباحث (Stenier) فيعبر عن الإستراتيجية بكونها مفهوم يتعلق بما يقوم به المديرين لمواجهة التحركات الفعلية أو المتوقعة من جانب المنافسين الآخرين وأنها تشير إلى فكر وطرق وإجراءات عديدة ضرورية للنجاح في الأعمال([3]).

            ويؤكد "بورتر" أن لكل منظمة إستراتيجية تنافسية تتمثل خليطا من الأهداف المستخدمة من قبل المنظمة ووسائلها لتحقيق هذه الأهداف كما يؤكد بأن الإستراتيجية هي إيجاد الموائمة بين أنشطة المنظمة والبيئة([4]).

أهمية الإستراتيجية :

يمكن إدراج أهمية الإستراتيجية في النقاط التالية :

- تحقيق أفضل إنجاز ممكن من خلال معرفة اتجاهات المنظمة لفترة زمنية طويلة نسبيا.

- التعرف على العوامل الداخلية والخارجية المؤدية إلى إحداث تغيرات مهمة في المنظمة كإدخال منتجات جديدة أو التوسع في الأسواق أو البحث عن أسواق جديدة.

-تمكن الخطة الإستراتيجية متخذي القرارات من تحقيق الاتصال الكفء أو التنسيق والتكامل والتفاعل مع كافة فعالية للمؤسسة.

-القدرة على التجاوب مع الظروف البيئية المختلفة.

-الاقتصاد في استخدام الموارد.

-تقليل من حالة المخاطرة وعدم التأكد.

-تفيد الإستراتيجية في إعداد كوادر للإدارة العليا حيث يساعد اشتراك المديرون في إعداد الإستراتيجية على تنمية الفكر لديهم.

-تساعد على تخصيص الفائض من الموارد([5]).



)[1]( Bernard garrette pierre dussauge, Strategor, 5 editiondunod, paris, 2009, p 05.  

([2]) خالد محمد بني حمدان، الإستراتيجية والتخطيط الإستراتيجي، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، 2009، ص 167.

([3]) امحمد حسين منهل وهاشم فوزي العبادي، السيناريو الإستراتيجي، الرضوان للنشر والتوزيع، عمان، 2015، ص 173.

([4])  مرجع نفسه، ص 174.

([5]) محمد الصيرفي، التخطيط الإستراتيجي، مؤسسة حورس الدولية، الطبعة الأولى، 2008، ص 58.


تعريف مراقبة التسيير :

          لقد تعددت التعاريف التي قدمت لنظام مراقبة التسيير والتي نذكر منها :

حيث يعرفها G. Piellot : "يمثل نظام مراقبة التسيير في العملية المراد بها ضمان توحيد الأهداف اللامركزية للنشاطات منسقة من أجل تحديد أهداف المؤسسة مع مراعاة معايير متفق عليها، حيث يشتمل نظام مراقبة التسيير على مجموعة من الأنشطة الداخلية والتي تحتوي بدورها على مجموعة من المهام، كما يعمل أيضا على تنمية الكفاءات الفردية وذلك عن طريق نظام تكوين وتأهيل للمهنة المتاحة للاكتساب مهارة في هذا الميدان"([1]).

ويعرفها Bouquin : على أنها : "سيرورة تهدف إلى تشخيص ونمذجة العلاقات بين الموارد وطرق استهلاكها وبين الغايات التي جمعت واستهلكت الموارد من أجلها"([2]).

 R. Anthony يعرفه في سنة 1965 ب : "سيرورة التي بواسطتها يحصل المتاجر على ضمان الحصول على الموارد اللازمة واستعمالها بطريقة فعالة وفاعلية من أجل تحقيق أهداف المؤسسة"([3]).

يعرف C. Alazard : "إن رقابة التسيير تبحث عن إدراك ووضع وسائل معلومات موجهة لتمكين المسئولين من  التصرف وتحقيق التنسيق الاقتصادي العام بين الأهداف والوسائل وما هو محقق، لذا يجب اعتباره نظاما معلوماتي لقيادة وتسيير المؤسسة كونه يراقب فعالية ونجاعة الأداء لبلوغ الأهداف"([4]).

يعرفه P. Bercrerou : "أنها تلك العملية التي تسمح للمسيرين بتقييم أدائهم وبمقارنة نتائجهم مع المخططات والأهداف المسطرة وباتخاذ الإجراءات التصحيحية لمعالجة الوضعيات غير الملائمة"([5]).

          ومن خلال التعاريف يمكن ملاحظة عدة نقاط :

-        أن مراقبة التسيير هي سيرورة مقسمة إلى أنشطة وعمليات مترابطة في المكان والزمان وتطبق داخل نظام هيكلي للمؤسسة الاقتصادية وبصفة أعم داخل المنظمة بجميع أشكالها، مؤسسة اقتصادية، إدارة عمومية، جمعية لا ربحية.

-        مراقبة التسيير تتطلب تدخل نوعين من الأفراد المتاجر من جهة الذين يجب عليهم تحقيق الأهداف عن طريق نوع آخر من الأفراد هم باقي أفراد المنظمة، حيث يقوم المتاجر بوضع المخططات التي تسمح بتحقيق الإستراتيجية وذلك عن طريق جمع دراسة وتحليل المعلومات، وهنا تظهر الحاجة إلى توفير بعض الشروط في مراقب التسيير منها القدرة على الاتصال، الإقناع، التحفيز، الحث في بعض الأحيان، وكذا النقد من أجل التحسين.

-        مراقبة التسيير مرتبطة بتحقيق الأهداف المسطرة، هذه الأهداف توضع وفق الإستراتيجية العامة وتعد هذه الأهداف بالمنارات والمعالم التي توجه مراقبة التسيير إلى تحقيق الإستراتيجية المؤسسة.

-        مراقبة التسيير هي مجموع العمليات والإجراءات التي تسمح للمسيرين بتقييم أدائهم ونتائجهم المحققة بالمقارنة مع ما كان مخطط وتحديد الانحرافات وتصحيحها أي مراقبة مدى نجاعة وفعالية الأداء داخل المؤسسة من أجل بلوغ أهدافها المسطرة.



([1]) G. Piellot, maitrise du contrôle de gestion, édition sedifor, 1995, p 20.  

([2]) H. Bouquin, le contrôle de gestion , paris, PUF, 6eme édition, 2004, p 28.

([3]) R. Antony, planing and control systèmes : a frame work for anlysis, Devision of Research, Graduate School of Business, Havard University, Boston, 1965, p 17. 

([4]) قورين الحاج قويدر،  مرجع سابق، ص 33

([5])  مرجع نفسه