تعدّ الأسلوبيّة أحد أبرز المناهج النقديّة الغربية المعاصرة، فهي فرع من فروع اللغويات التطبيقية، وتهدف الأسلوبية إلى دراسة النصوص والخطابات الأدبية والفنية بنوعيها: الملفوظة والمكتوبة معا، والعمل على تفسيرها تبعا بما يتعلق بمختلف السمات الأسلوبية التي تميز النّص/ الخطاب على الصعيدين اللغوي والإيقاعي (النغمي) وخاصّة النبر والتنغيم في الكلام.

ولقد تعددت اتجاهات الأسلوبية إلى أنواع مختلفة متباينة، ومنها: الأسلوبية التعبيرية لشارل بالي، والبنوية لريفاتير، والنفسية لسبيتزر، وكذا الأسلوبية الإحصائية والتوزيعية، ولقد كان لكل اتجاه أسسه ومبادئه التي يرتكز عليها دون غير من الاتجاهات الأسلوبية الأخرى.

ولطالما ارتبطت الأسلوبية بتحليل الخطاب في جل كتابات واجتهادات النقاد العرب والغرب الذين أولو اهتمامهم بالدراسات الأسلوبية والبلاغية، وما ذلك إلا لإدراكهم العميق بالجانب الإجرائي الدقيق الذي يحققه المنهج الأسلوبي في استكناه مختلف الظواهر الأدبية والإبداعية وعلاقتها بالصعيدين النفسي والاجتماعي للمنشئ، وكذا عمل الأسلوبية على تفسير وتحليل هذه الظواهر بناءً على المعطى النصي دون اللجوء إلى آلية التأويل التي ربما لا تقارب حقيقة النص وكنهه. بل ينبني تحليلها للحقائق على حدس الناقد، ولذا كان المنهج الأسلوبي هو أكثر المناهج النقدية المعاصرة استخادما وتوظيفا من لدن النقاد العرب والغرب المعاصرين على حد سواء.