مما لا شك فيه أن أي إبداع هو نص موجه لقارئ (متلق) ما، سواء كان هذا الأخير محسوسا أم مجردا (متخيلا)، ولم يعد النص في رحاب النظريات الحديثة نصا الهدف من قراءته المتعة والراحة، بل نصا تتحدد معانيه من خلال الذات القارئة (بارت)، ووجوده يحتم تعاون المتلقي ومشاركته لتنشيط النص (أمبرتو إيكو)، وعليه لم يعد القارئ مستقبلا ومستهلكا للنص بل أصبح مشاركا في عملية إنتاجه بشكل من الأشكال.

        وقد تقلَب النص الأدبي بين قراءات عديدة من مناهج مختلفة، تطوَر عبرها النقد في مختلف مراحله، إذ ارتبط في مرحلة ما قبل الحداثة بالمناهج السَياقية (الخارج نصية)،"التاريخي، النفسي، الاجتماعي" أين كان الاهتمام بـالمؤلف هو محور الدراسة النقدية، لينتقل بعدها الاهتمام بالنص كبنية مغلقة ولا شيء غيره (بالبنية الداخلية) في مرحلة الحداثة (المناهج النصانية/ النسقية "السيميائية، البنيوية، الأسلوبية")، أما مرحلة ما بعد الحداثة فقد تحوَلت السلطة إلى القارئ مع التداولية، التأويلية، التفكيكية، نظرية القراءة والتأويل، هذه الأخيرة التي تحظى باهتمام واسع في مجال الدرس الأدبي، إلى الحد الذي جعل أحد النقاد الأروبيين "يتنبأ بأنها يمكن أن تحدث تغييرا نهائيا في تصورنا للأدب"

المواطنة لغة و اصطلاحًا