اهتمت الدراسات النقدية بالأسلوبية بوصفها منهجا نقديا، وأسهمت في الحديث عن طبيعتها وعلاقاتها، ووسائل بنائها، وخصائصها الفنية، إذ تعد هذه الدراسات من بين المناهج النقدية الحديثة التي تعنى بدراسة النص الأدبي، كما تعد الأسلوبية مجالا من مجالات البحث المعاصر، يدرس النصوص الأدبية محاولا الالتزام بالمنهج الموضوعي، فيحلل الأساليب ويكشف عن قيمها الجمالية منطلقا من تحليل الظواهر اللغوية والبلاغية للنص.ومن هم أهم روادها؟ وكيف عرفها تراثنا العربي؟ وكيف تناولها دارسونا المحدثون؟ وما هي أهم اتجاهاتها وميادين دراستها؟ أسئلة وأخرى نحاول الإجابة عنها قدر الإمكان من خلال هذا الدرس.إن النقلة النوعية في حقل اللسانيات، والتي قام بها العالم السويسري فردينان ديسوسير في تفريقه بين اللغة والكلام، واتباعه المنهج الوصفي منهجا للعمل، كل ذلك كان له أثر كبير في وجود الدراسات الأسلوبية ونشأتها.وقبل أن نلج مفهوم الأسلوبية يجب أن نذكر بأنها وليدة القرن العشرين، وهي بذلك تفترق عن آلأسلوب في مفترق العلمية، فالأسلوب مهد طبيعي للأسلوبية، وهما يشتركان في كونهما يقومان على مبدإ الانتقاء والاختيار للمادة الأدائية والتي تتكفل الأسلوبية بدراستها، فما هي الأسلوبية؟ وما هي حدود ألأسلوب و كيف يفترق عن الأسلوبية؟ ومن هم أهم روادهما؟ هي أسئلة تتناسل منها أسئلة أخرى نحاول توضيحها في هذه المحاضرة.