في هذه المحاضرة سوف نتحدث عن العملياتية
إن العملياتية هي الانتقال من الجانب المجرد إلى الجانب الملموس أو العملي لموضوع البحث وهي عبارة عن إجراء يمكن أن يتم يشكل فردي ,لكن و أمام تعدد العوامل التي يجب أخذها كلها بعين الاعتبار ,فمن الأفضل و المفيد أن تعرض النتائج على أشخاص آخرين. قد يشير علينا هؤلاء , من جهة الى ما بقى غامضا و لم ننتبه إليه , ومن جهة اخرى , قد يساعدوننا باقتراحهم علينا لاتجاهات جديدة نظرا إلى غنى الواقع و كثافته فمن البديهي أن لا يكون في مقدور شخص ما بمفرده ادراك جميع جزئيات الكل , لهذا تكون حاجته الى تجربة الاخرين ضرورية لتوسيع افاقه . و مهما كان هؤلاء الأشخاص الاخرين باحثين او مؤلفين ,فإنهم في الاساس اناس من محيطنا المباشر يمكنهم مساعدتنا بما يبدونه من أراء حول تحليلنا المفهومي و إطارنا المرجعي .
بالإضافة الى ما سبق , فان العملياتية تعطي صرامة اكثر للطريقة المتبعة و تشعرنا أكثر فأكثر بامتلاكنا لموضوعنا و سيطرتنا عليه بعد ان قمنا بتشريحه و قياس كل مصطلح فيه و منحه معنى دقيقا و اتجاها في شكل فرضية او هدف نريد بلوغه . و بالتالي ندرك و بكيفية ملموسة , ان بحثنا لا يجري متاهة غامضة , بل اننا نتوفر الان غلى اطار واقعي للملاحظة التي سنجريها لاحقا . و في إمكاننا أيضا الرجوع إلى هذا الإطار باستمرار لأنه سيرشدنا إلى اختيار وسائل التقصي و التحليل اللاحق للمعطيات
- Enseignant: sennour fatiha
تعتبر المرحلة الأولى من البحث و المتمثلة في اختيار الموضوع و ضبط أو تحديد المشكلة مسألة في غاية الأهمية. و لهذا عندما نريد القيام ببحث في العلوم الإنسانية ,فإننا نريد التعمق في موضوع تم اختياره انطلاقا من فوائده أولا و على أساس إمكانيات انجازه ثانيا و ذلك حسب الشروط و الصعوبات المحددة.
إن اختيار موضوع بحث و تقييم قابلية انجازه يمثلان المرحلة الأولى من طرح مشكلة البحث، تليه المرحلة الثانية حيث أنه مباشرة و بمجرد اختيار الموضوع لا بد من التنقيب عن الأدبيات المتصلة بيه. أخيرا و هي المرحلة الثالثة من طرح المشكلة لا بد من ضبط الموضوع المختار و تحويله إلى سؤال يتطلب الحل و الذي يوجه إلى التقصي في الواقع .
انطلاقا مما سبق يمكننا القول أنه كلما كانت المشكلة محددة بصفة جيدة كلما كان البحث سهلا , حيث انه لا يمكن انجاز المراحل اللاحقة المتكونة من البناء التقني ,جمع المعطيات ,التحليل و التأويل بصفة مقبولة إلا على ضوء المرحلة الأولى لأننا سنرجع إليها طوال فترة البحث . ولهذا "يجمع كل المؤلفين على منح عملية اختيار الموضوع أهمية قصوى , فسر النجاح في البحث عادة ما يكمن في انتقاء سؤال جيد و موضوع بحث جيد."
- Enseignant: sennour fatiha
يعرف كل بحث علمي حسب بعض المقاييس
الخاصة التي تتحدد على ضوئها خصائص البحث , وعلى من يقوم بالبحث العلمي أن يكون
على دراية تامة و ضرورية بهذه المقاييس لأن كل واحدة منها تحمل معلومة حول طبيعة
البحث مثل السن الجنس الحالة المدنية وغيرها.. و التي تعتبر كلها مؤشرات تسمح
بتحديد هوية الشخص المعني ولذا فإن مميزات بحث ما قد توحي بها :
نوايا الباحث أو
الباحثة , نوع المعطيات المأخوذة , الفترة الزمنية المعتبرة , المجال الجغرافي و
الرمزي المأخوذ , مكان جميع المعطيات ,
العناصر المنتقاة , ميدان التخصص و الهدف
المتوخى.
و من جهة أخرى تتميز الطريقة العلمية بارتباط وثيق بين المستوى الفكري
التجريدي و عملية البحث ذاته و هنا نجد أن البحث يتم حسب حلقة يمكن أن تختصر في
بعض المراحل الاساسية من خلال اتجاه مستمر لتعميق المعارف , لكن اذا كان البحث
يجري بطريقة دائرية اي حسب حلقة ,فانه ينظم وفقا لمراحل دقيقة , وذلك مهما كانت
فروع العلوم الإنسانية .
وضمن إطار احترام القواعد الأخلاقية فإن بعض الواجبات الأخلاقية المحددة هي التي تنظم مسار البحث في العلوم الانسانية , وعلى الباحث أو الباحثة أن يحترم ذلك طوال مجرى البحث.
- Enseignant: sennour fatiha
في هذه المحاضرة سنتحدث عن موضوع المنهجية وأهميتها العلمية
فالمنهجية هي العلم الذي يدرس المناهج البحثية المستخدمة في كل فرع من فروع العلوم الأخرى. و لقد اتفق المفكرون والمهتمون في تعريفهم للمنهجية بأنها الدراسة المنطقية لقواعد و طرق البحث العلمي وصياغتها صياغة إجرائية تيسر استخدامها و المنهجية مهمة في البحث العلمي بحيث تعتبر :
أ- أداة فكر وتفكير وتنظير: بمعنى أنها أداة هامة في زيادة المعرفة واستمرار التقدم ومساعدة الدارس على تنمية قدراته في فهم المعلومات والبيانات ومعرفة المفاهيم والأسس والأساليب التي يقوم عليها أي بحث علمي.
ب- أداة عمل وتطبيق: أي أنها تزود الباحث بالخبرات التي تمكنه من القراءة التحليلية الناقدة للأعمال التي يتفحصها وتقييم نتائجها والحكم على أهميتها و استعمالها في المجال التطبيقي والعمل.
ج- أداة تخطيط وتسيير: أي أنها تزود المشتغلين خاصة في المجالات الفكرية بتقنيات تساعدهم على معالجة الأمور والمشكلات التي تواجههم.
د- أداة فن و إبداع: أي أنها تتضمن طرقا وأساليب وإرشادات وأدوات علمية و فنية حيث تساعد الباحث على إنجاز بحوثه - تمكن الباحث من إتقان عمله.- تجنبه الخطوات المبعثرة والهفوات
- Enseignant: sennour fatiha
هذه المحاضرة الثانية في مقياس المنهجية و فيها سنتناول موضوع الروح العلمية و ذللك لماله من أهمية بالنسبة للطالب و عملية البحث العلمي . فالنشاط العلمي يتطلب تحضيرا ذهنيا ذلك لأنه لا يمكن
اعتبار العلم مجرد مجموعة من المعارف التي ينبغي تعلمها بل هو إضافة إلى ذلك نشاط
منتج للمعرفة عن طريق البحوث و الدراسات. إن المواقف و الاستعدادات الذهنية الخاصة
بهذا النشاط و التي ينبغي أن يتميز بها كل باحث علمي
نسميها بالروح
العلمية، فإذا كان هناك ما يسمى بالروح الرياضية التي تتميز بالنشاطات
البدنية و الرياضة عموما فهناك أيضا الروح العلمية. وهذه الأخيرة تشمل الاستعدادات
المتمثلة في الملاحظة والمسألة والاستدلال
و المنهج و التفتح الذهني و الموضوعية . ولذا يمكننا القول أن الروح العلمية هي تلك
المكاسب التي تسمح لنا بممارسة البحث العلمي بنجاح . وفي هذه المحاضرة سوف نقوم بشرح هذه الخصائص
- Enseignant: sennour fatiha
هذه المحاضرة هي عبارة عن مدخل تمهيد لمقياس منهجية البحث العلمي وفيها سوف نتطرق توضيح ماهية العلم و المعرفة العليمة التي تختلف اختلاف جوهري عن باقي المعارف الموجودة في حياتنا لأنها تقوم على مبادئ و أسس خاصة و لها جملة من الخصائص التي تميزها عن غيرها و لها أيضا مصادر تنشأ وتنبثق منها.
.كما سنبين ايضا أهم خصائص لغة العلم و المعرفة العلمية
و المتمثلة في : الدقة ، الوضوح ، الانسجام
و إلى جانب هذا نجد أن العلم يطمح أن يكون له معرفة
معمقة بالواقع ، ولكي يصل إلى هذا الطموح
، فانه يحدد أهدافا معينة وهي وصف الظواهر ، أي تحديد مختلف عناصر الموضوع الموجود تحت الدراسة . تصنيف
الظواهر، أي تجميعها وفقا لبعض المقاييس. التفسير، أي عرض الظاهرة عن طريق إدماج
المعطيات التي تمت ملاحظتها. و أخيرا الفهم و الذي يهدف في العلوم الإنسانية إلى
تحليل الظواهر تبعا لمنظور الأشخاص الذين يعشونها
- Enseignant: sennour fatiha